السيرة الذاتية

إنّ السينما بكينونتها التركيبية تجعلني قادرًا على تحويل الواقع إلى ما أتمناه، أو لا أتمناه أن يكون!

أرى أن ما يحدث اليوم يُشكّل لحظة استثنائية في سياق التاريخ، وتسكنني الرغبة في تسجيله ليكون وثيقة من الوثائق التي يحتفظ بها الزمن، لتقول شيئًا للأجيال القادمة عمّا حدث.

ولتوخّي الدقة، لا أرى أن الحرب هي موضوع أفلامي، بقدر ما هو الإنسان في الحرب.

في نادي طرطوس السينمائي، رأيتُ لأول مرة سينما مختلفة. لم تكن تلك الأفلام مزدحمة بالأبطال الخارقين أو الحكايات المعجونة بالأساطير. كانت سينما تشبه الحياة: أبطالها أناسٌ حقيقيون، يسيرون في شوارع ضيقة، ويشربون القهوة في مطابخ بسيطة، وينامون تحت نوافذ مطلة على الحياة.
كانت الكاميرا تقترب من تفاصيلهم اليومية كما لو كانت تمسك بيدهم وتقول: “أنت مهمّ، أنت تستحق أن تُروى قصتك.”
حينها، شعرت أن هذه السينما تتحدث عني، عن ذلك الفتى المراهق في مدينة صغيرة على المتوسط، الذي يحمل البحر في قلبه، ويحلم بأن يُنصت له العالم ولو لمرة.
علّمني النادي أن السينما ليست فقط ما نراه، بل ما نشعر به. دفعتني تلك العروض الأسبوعية إلى الغوص في داخلي، إلى اكتشاف ذاتي على الشاشة، وإلى الإيمان أن الصورة يمكن أن تكون مرآة، وأن الحكاية قد تكون طريقًا.

مثل كل الأطفال، حاولتُ ذات يوم أن أُمسك خيط الضوء القادم من الشمس.

قد تكون بداية القصة هناك… أو مع تلك اللعبة البرتقالية الصغيرة، كاميرا ٨ ملم منحتني إيّاها عمي، وأنا طفل لم يتجاوز الخامسة.

أو ربما بدأت القصة حقاً على كورنيش مدينة طرطوس، حيث كنتُ في الرابعة عشرة، أمشي نحو “طرطوس القديمة” لمتابعة عرضٍ في نادي السينما، لا أعرف إن كنت أُدرك حينها أنني كنت أتجه إلى قدري.

للاطلاع على تجربة صناعة الأفلام، يُمكنك/ي زيارة قسم “الأعمال” – المشاريع الفنية

أو انقر هنا .

للاطلاع على تجربة تأسيس المشاريع الفنية والاجتماعية، يُمكنك/ي زيارة قسم “الأعمال” – المشاريع الفنية والاجتماعية

أو انقر هنا .